الأول كابيتال تبدأ تغطيتها لسهم أرامكو السعودية.. وتحدد توصيتها والسعر المستهدف
في هذا التقرير والمعد من قبل قسم الأبحاث التابع لإدارة المصرفية الاستثمارية بشركة الأول كابيتال ، تم بدء التغطية البحثية لسهم شركة الزيت العربية السعودية – أرامكو (رمز 2222 في سوق الأسهم السعودية “تداول”) حيث تم تحديد القيمة العادلة لسهم أرامكو عند 35.41 ريال سعودي مقابل سعر سوقي حالي للسهم يبلغ 27.65 ريال سعودي كما في تاريخ هذا التقرير مما يعني عائد رأسمالي محتمل فوق السعر السوقي الحالي للسهم يبلغ 28% و بالتالي تكون التوصية شراء.
شركة أرامكو لديها حصص حاكمة مباشرة أو غير مباشرة في عدد من الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودي منها على سبيل المثال، حصة 70% في الشركة السعودية للصناعات الأساسية – سابك (رمز 2010 في سوق الأسهم السعودية “تداول”) ، و حصة 70% في شركة أرامكو السعودية لزيوت الأساس – لوبريف (رمز 2223 في سوق الأسهم السعودية “تداول”) و حصة 60% في شركة رابغ للتكرير و البتروكيماويات – بترورابغ (رمز 2380) بعد إتمام أرامكو لشراء حصة إضافية في بترورابغ من سوميتومو كيميكال اليابانية. كما تمتلك أرامكو حصة بشكل غير مباشر في شركة سابك للمغذيات الزراعية (رمز 2020) حيث تمتلك سابك حصة 50.10% في شركة سابك للمغذيات.
تعد شركة أرامكو الأكبر وفقا للقيمة السوقية في سوق الأسهم السعودي حيث تبلغ قيمتها السوقية كما في تاريخ هذا التقرير 6,691.30 مليار ريال سعودي. شركة أرامكو من الشركات الأكبر عالميا وفقا للقيمة السوقية و من الشركات الأعلى ربحا على مستوى العالم. 97.62% من أسهم شركة أرامكو مملوكة لحكومة المملكة العربية السعودية و صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
شركة أرامكو السعودية مغطاه بحثيا من جميع بنوك الاستثمار و بيوت الخبرة المحلية و عدد كبير من بنوك الاستثمار و بيوت الخبرة العالمية ,اغلب التوصيات تجاه سهم أرامكو تشير إلى شراء السهم مع سعر مستهدف لسهم أرامكو يصل إلى 37.50 ريال سعودي.
تستهدف شركة أرامكو أن تكون شركة طاقة وبتروكيماويات متكاملة وليس فقط إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي بل تسعى للمساهمة في برامج التحول في الطاقة عالميا من خلال مشاريع حجز الكربون و تخزينه بهدف خفض انبعاثات الكربون عالميا كما تستثمر أرامكو في مجالات انتاج الهيدروجين والطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الوقود التخليقي و الأمونيا الزرقاء.
وتستهدف أرامكو استغلال 53% من إنتاج الشركة من النفط الخام في إنتاج منتجات ذات قيمة مضافة أعلى وبيعها إلى المستهلك النهائي من خلال نشاط التجزئة و هنا تتجلى خطة الشركة للعمل في سلسلة متكاملة في صناعة النفط من المنبع إلى المصب. حيث تستهدف الشركة تحويل 4 مليون برميل نفط خام يوميا من إنتاجها إلى مواد كيميائية و بتروكيماويات و قد تم بالفعل إنجاز 45% من المستهدف حتى تاريخ هذا التقرير.
وفي مجال الطاقة الجديدة و المتجددة أعلنت الشركة بالفعل الإغلاق المالي لثلاثة مشروعات طاقة شمسية بطاقة إنتاج إجمالية 5.5 جيجاوات بينما تستهدف الشركة إنتاج 12 جيجاوات من الطاقة الشمسية و طاقة الرياح بحلول 2030 . باكورة مشاريع أرامكو في الطاقة الجديدة والمتجددة هما مشروعين للطاقة الشمسية بالشعيبة ستبدأ التشغيل التجاري خلال عام 2025 بطاقة إنتاجية 2.66 جيجاوات
وتستمر الشركة في التقدم في استراتيجية إنتاج الهيدروجين و تستهدف إنتاج 11 مليون طن أمونيا زرقاء بحلول 2030 كما تستهدف حجز 14 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035 من خلال مشروعها لفصل و حجز و تخزين الكربون. وتؤسس أرامكو حاليا مركز ضخم لحجز وتخزين الكربون بالجبيل ويستهدف تخزين 9 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول 2027.
كما تتوسع الشركة أيضا في نشاط الغاز الطبيعي و الغاز المسال وتتضمن إستراتيجية الشركة زيادة إنتاجها من الغاز بأكثر من 60%، مقارنةً بمستويات عام 2021، التي بلغت نحو 10.1 مليارات قدم مكعبة قياسية في اليوم، وذلك بحلول عام 2030 لتصل إلى 21.3 مليارات قدم معكب قياسية في اليوم. وقد أعيد تقييم احتياطيات حقل الجافورة في عام 2023، وجرى تعديل البيانات لتصل إلى 229 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز في مكامنه، و75 مليار برميل تخزيني من المكثفات في مكامنها. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في حقل الجافورة في عام 2025، في ظل طموحات لزيادة إنتاج الغاز وتحقيق معدل مستدام من الغاز يبلغ بليوني قدم مكعبة قياسية في اليوم من غاز البيع بحلول عام 2030، إلى جانب 420 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الإيثان، ونحو 630 ألف برميل في اليوم من سوائل الغاز والمكثفات. حقل غاز الجافورة هو أكبر حقل غاز غير تقليدي (صخري) في الشرق الأوسط وسيعمل على زيادة إستهلاك الغاز في المملكة وبالتالي زيادة صادرات المملكة من الوقود الحفري السائل.
تتميز شركة أرامكو بإمتلاك الاحتياطيات الأكبر عالميا من النفط الخام مقارنة بالشركات الكبرى الأخرى ، حيث بلغت احتياطيات أرامكو 251.2 مليار برميل مكافئ نفطي ولدى شركة أرامكو حاليا طاقة إنتاجية قصوى تبلغ 12 مليون برميل نفط يوميا
وتعمل شركة أرامكو في أكثر من 50 دولة حول العالم وعدد الشركات التابعة المحلية والأجنبية والشركات الزميلة و الشراكات المختلفة معها تتجاوز 400 كيان حاليا
صافي قدرات التكرير لدى أرامكو بلغت 4.1 مليون برميل يوميا ، بينما صافي الطاقة الإنتاجية من الكيماويات سنويا بلغ 59.6 مليون طن
منتجات أرامكو تشتمل على النفط الخام والغاز الطبيعي و الغاز المسال و المتكثفات والمنتجات النفطية المكررة والكيماويات وزيوت الأساس و زيوت الحركة و الكهرباء والأمونيا الزرقاء واللافلزات (غير المعدنية)
أرامكو تستهدف الموائمة مع هدف المملكة العربية السعودية في صفر إنبعاثات كربون بحلول 2050 من خلال زيادة استخدام التكنولوجيا لخفض انبعاثات الكربون بالإضافة إلى زيادة الوزن النسبي للطاقة الجديدة والمتجددة في محفظة منتجات أرامكو
وقررت أرامكو مضاعفة استثماراتها في تمويل رأس المال المغامر أو الجريء من 11.3 مليار ريال سعودي إلى 26.3 مليار ريال سعودي بنهاية عام 2023. كما تعمل الشركة على إصدار أول نموذج ذكاء إصطناعي توليدي للقطاع الصناعي في المملكة.
وبدأت أرامكو مؤخرا في اقتحام مجال إنتاج المعادن الحرجة و المعادن اللازمة للتحول في إنتاج الطاقة من خلال المشاركة مع شركة معادن السعودية (رمز 1211 في سوق الأسهم السعودية “تداول”) لإنتاج الليثيوم.
وفقا لتوقعات منظمة أوبك ، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.1% في 2025 و أن يرتفع معدل نمو الاقتصاد العالمي إلى 3.2% في 2026 نتيجة التوقعات باستمرار تراجع التضخم عالميا واستمرار سياسات التيسير النقدي و خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية حول العالم. أيضا من المتوقع أن يكون قطاع الخدمات هو المحرك الرئيسي للنمو مدفوعا بالتعافي التدريجي في الإنتاج الصناعي. تم رفع توقعات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة إلى 2.4% في عام 2025 و إلى 2.3% في عام 2026. وأن يكون النمو الاقتصادي في منطقة اليورو 1% و 1.1% في 2025 و 2026 على الترتيب. و أن يكون النمو الاقتصادي في اليابان و الصين و الهند و البرازيل و روسيا 1% و 4.7% و 6.5% و 2.3% و 1.9% في عام 2025 على الترتيب ، و أن يكون 1% و 4.6% و 6.5% و 2.5% و 1.5% في عام 2026 على الترتيب. وأن ينمو الطلب العالمي على النفط ب 1.4 مليون بوميل يوميا في عام 2025.
توقعنا في هذا التقرير أن ترتفع أسعار النفط الخام من 80.53 دولار أمريكي للبرميل في عام 2024 إلى 93 دولار أمريكي للبرميل في عام 2029 و أن تتراوح ايرادات أرامكو بين 1856.37 مليار ريال سعودي في عام 2023 إلى 2100.68 مليار ريال سعودي في عام 2029 و أن يتراوح صافي الربح السنوي للشركة بين 452.75 مليار ريال في 2023 إلى 560.96 مليار ريال سعودي في عام 2029 و أن يكون هامش صافي الدخل السنوي بين 24% في 2023 و 27% في 2029 و أن يكون العائد السنوي على متوسط حقوق المساهمين في حدود 30% و أن ترتفع توزيعات الأرباح السنوية للسهم من 1.69 ريال سعودي للسهم في 2023 إلى 2.09 ريال سعودي للسهم في عام 2029
وتجدر الإشارة إلى أن السعر السوقي الحالي لسهم أرامكو كما في تاريخ هذا التقرير يبلغ 27.65 ريال سعودي للسهم بينما أقل و أعلى سعر سوقي للسهم خلال فترة 52-أسبوع ماضية هما 26.80 ريال سعودي للسهم و 32.65 ريال سعودي للسهم على الترتيب.
رغم الخلافات و التضارب في الرأي بين توقعات الوكالة الدولية للطاقة و منظمة أوبك فيما يتعلق بموعد الوصول إلى الذروة في استهلاك النفط و موعد الوصول إلى ذروة الصين في استهلاك النفط و أيضا فيما يتعلق بأساليب الوصول إلى الحياد الصفري وخفض انبعاثات الكربون، غير أننا نرى الخطر الأكبر على أرامكو هو حدوث أي ركود اقتصادي عالمي كبير أو خلافات عميقة تعصف بتكتل أوبك أو أبك+ للدرجة التي تتسبب في حرب أسعار أو أي مخاطر جيوسياسية أو حروب في الشرق الأوسط. حتى تاريخ هذا التقرير تعتبر تلك الاحتمالات مستبعدة إلى حد كبير. لكن حتى في سيناريوهات حروب الأسعار بين منتجي النفط قد تتأثر أرامكو سلبيا خلال الأجل القصير لكن تكون دائما هي الأقدر على الفوز بحسم في النهاية فهي الأكبر إنتاجا و الأقل تكلفة و الأعلى مرونة في التشغيل و الآن هي الأكثر تحوطا و الأكثر تنوعا في النشاط و الأسرع لإستيعاب التحول في الطاقة.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة أرامكو السعودية رغم وجودها و أحيانا تصدرها قائمة الشركات العالمية الأكثر ربحا و الأكبر وفقا للقيمة السوقية غير أنها مازالت الشركة الأقل تملكا من قبل المستثمرين العالميين عند النظر إلى محافظ الاستثمار العالمية ذات الأصول الاستثمارية المتنوعة عالميا. هذه الحقيقة تضع ضغوط سعرية على سهم أرامكو في السوق السعودي عند إجراء اي تخارج جزئي من حصة حكومة المملكة العربية السعودية. لكن نتوقع أن يتغير هذا الوضع جذريا في السنوات القادمة مع زيادة دخول الاستثمارات الأجنبية إلى سوق الأسهم السعودي ليس فقط بسبب التحوط من السوق الأمريكي المرتفع حاليا و ليس فقط بسبب جاذبية الاقتصاد السعودي و سوق الأسهم السعودي مع طفرة المشروعات الضخمة في المملكة والانفتاح والتحول الاقتصادي و مشروعات تنويع الاقتصاد ولكن أيضا بسبب قوة المركز المالي لشركة أرامكو و عوائد توزيع أرباحها وملائمة سهمها من حيث القيمة السوقية لمعايير الاستثمار المفروضة من صناديق الاستثمار العالمية الكبيرة وأيضا بسبب حجم الاحتياطيات النفطية الضخمة لأرامكو و دخولها في مجالات الطاقة الجديدة و المتجددة و الهيدروجين والغاز المسال و المعادن الحرجة و حجز الكربون والذكاء الاصطناعي التوليدي ومجالات التحول في الطاقة.
رابط التقرير بداية التغطية على موقع الأول كابيتال